جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / صمود تاريخي للمقاومة في غزة، وإجرام إسرائيلي منقطع النظير
32966764-1700425897

صمود تاريخي للمقاومة في غزة، وإجرام إسرائيلي منقطع النظير

 

خاص Lebanon On Time _ خالد أبو شام

تتعمّق جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقّ المدنيين العُزّل في غزة والجنوب اللبناني، حيث لم يكتفِ بقتل النساء والأطفال وتدمير المنازل والمربعات السكنية بوحشية منقطعة النظير، حتى بات يستهدف الإعلاميين والمراسلين الصحفيين بشكل متعمّد ومباشر، فقد تجاوز عدد الشهداء من الطاقم الإعلامي و الصحافي الستّين شهيدًا، ما يشكّل انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف والنُظُم والقيم الدولية والمحلية، التي يبدو أن الكيان الغاصب ضرب بها عرض الحائط، متجاهلًا كل المنظمات الدولية، وغير آبهٍ بأي قواعد وأدبيات للحرب التي تنصّ عليها الشرعات العالمية.
ها هي معركة طوفان الأقصى بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال تجاوزت الشهر والنصف دون أي أفق للحل، وسط هذا التعنُّت والجبروت الذي تنتهجه إسرائيل بحق الأبرياء في غزة، إذ تجاوز عدد الضحايا ١٢ ألف شهيدًا حتى الآن، مرتكبةً مجازر تُدمي القلوب وتُفجع الضمائر، حيث تتعمّد بقصف المدارس والكنائس والمساجد وحتى المستشفيات التي هي محرّمٌ دوليا وعرفيًا التعرّض لها، ما يشكل سابقة إجرامية لا يعرف لها التاريخ الحديث مثيلًا.
بعد كلّ هذا الإجرام والوحشية التي تعتمدها دولة الكيان في حربها ضدّ أصحاب الأرض الذين يدافعون عن أنفسهم وعن أرضهم باستماتة بطولية تُدرّس تاريخيًّا، والذين يقاومون وحدهم وبوسائل بدائية وأسلحة محلية الصنع، أعتى القوى الإجرامية في العالم، والمدعومة من دول الاستعمار بشتّى أنواع الدعم العسكري والفني والاستخباراتي والأسلحة الفتّاكة، إلا أنَّ المقاومة التي هي أبناء غزة لا تزال صامدة حتى الآن وسط حصار مطبق يفرضه عليها الاحتلال منذ اليوم الأول، حيث يُمنع إدخال المساعدات الإنسانية للأطفال والنساء من معبر رفح، إلا اللهمّ ما يُتّفق عليه بين دول الإجرام من بعض الشاحنات اليسيرة التي لا تكفي شارع واحد، ما يجعل الوضع الإنساني في غزة كارثيًّا لدرجة لا توصف، ويعرّض حياة حوالي مليونين ونصف إنسان للخطر، وخصوصًا بعدما توقفت المستشفيات والمطاحن عن العمل، وشُلّت الدورة الحياتية كاملةً نتيجة نفاد الوقود ومنع إدخاله، ما يعني أننا أمام مذبحة جماعية ترتكبها دولة الاحتلال وقوى الاستعمار التي تدعمها، وسطَ صمت دولي وعربي مُخزٍ، إلا من الشعوب الحرة العربية و الأجنبية التي انتفضت في كل مكان بسبب ما تراه من إجرام وقتل، عسى أن تتحرّك الهيئات والمنظمات الدولية لإنقاذ حياة أكثر من مليوني إنسان يتعرضون للإبادة الجماعية!